المشاكل الأسرية.. سبب عنف الأبناء
كشفت دراسة حديثة حول ظاهرة العنف الأسري أن التربية الاجتماعية الخاطئة للأبناء وراء إقدامهم علي ارتكاب العديد من جرائم العنف.
هذا ما تؤكده د. فادية أبو شهبة أستاذ القانون الجنائي ورئيس قسم بحوث المعاملة الجنائية بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية التي قامت بإعداد هذه الدراسة . موضحة من واقع ما لمسته من مشاكل أسرية وتزايد أعمال العنف داخل الأسرة ان تربية الأبناء في الوقت الحاضر لم تعد بالأمر الهين بل إنها أصبحت أمرا معقدا للغاية ذلك لعدة أسباب منها أن الفجوة بين تقاليد الأجيال تزداد اتساعا في الوقت الحاضر بعد أن انحصرت نقاط الالتقاء وضعفت الي حد كبير المفاهيم المشتركة التي تربط الأجيال بعضها ببعض حتي لم يعد أفراد الأسرة الواحدة يلتقون الا في المناسبات. ويزيد من حدة المشكلة أن كثيرا من الآباء لا يؤمنون بأساليب التربية الحديثة القائمة علي أسس علمية ونفسية.
كما أن الأسرة لم تعد وحدها هي التي تلقن النشء القيم والتقاليد والمفاهيم الاجتماعية, بعد أن أصبحت وسائل الاعلام مع انتشارها وتعددها تلعب دورا فعالا في توجيه النشء.
علي صعيد آخر أشارت د. فادية إلي أن التنشئة الخاطئة تتمثل في سوء معاملة الأبناء أو التفرقة في المعاملة وتفضيل الذكور عن الإناث, والتدليل الزائد عن الحد للطفل والمبالغة في الاستجابة لكل رغباته أو العكس القسوة الزائدة عليهم التي قد تؤدي في بعض الأحيان إلي ظاهرة الأسرة الطاردة لأبنائها.
وقد أسفرت الدراسة عن أن نحو80% من مرتكبي حوادث العنف داخل الأسرة نشأوا في أسر تتبع أساليب خاطئة في التنشئة سواء من قبل أحد الوالدين أو كليهما أو من قبل الغير الذين يقومون بالتربية في حالة غياب الآباء والأمهات.
وأثبتت الدراسة أن المسئول الرئيسي عن ظاهرة العنف لدي الأطفال داخل الأسرة يرجع إلي عدم إشباع حاجاتهم من الحب والحنان, وإظهار مشاعر الرفض لهم والتفرقة بينهم في المعاملة, واتباع أسلوب القسوة والعنف في عقابهم وعدم إعطائهم الوقت الكافي للاستماع إليهم لمعرفة احتياجاتهم النفسية كما أكدت أن خيبة أمل الابن في التقرب من مصدر السلطة والحماية في الأسرة( الأب) ومظهر العطف والحنان المتمثل في( الأم) قد تدفعه بصورة تلقائية إلي العنف, وقد أوصت الدراسة بضرورة اتفاق الوالدين علي أسلوب المعاملة الصحيحة للأبناء منذ نعومة أظافرهم. كما أوصت بمراعاة عدم المشاجرة أمامهم, فعندما يشاهد الأطفال سلوك العنف تزداد احتمالات اكتسابهم لهذا النمط في السلوك.
السبت مارس 10, 2012 10:54 am من طرف ȜsŁãm ManĐð Uŵk
